أخر الأخبار

لماذا نشمت فينا؟؟ / عثمان ميرغني

For your copy-and-pasting pleasure.


الطُرفة معروفة لكن نستدعيها هنا لوجه الشبه.. نكتة الرجل الذي حكى لصاحبه كيف أن “الحرامي” دخل بيته ليلة أمس وقضى على الأخضر واليابس حتى الملابس، ولم يترك له في جسمه سوى “الطاقية” فوق رأسه.. فسأله الصديق، ولماذا ترك لك الطاقية رد عليه (يقدر يشيل طاقيتي.. كنت حا أقتلو)..
تعجبتُ للغاية من غضب الحكومة أنَّ السفارة الأمريكية رفعت معادلة دولار رسوم التأشيرة مع الجنيه السوداني إلى الرقم “40”.. واعتبرت الحكومة ذلك تدخلاً في الشأن السيادي للسودان.. في وقت أطاح فيه الدولار بكل وقار جنيهنا ورمز اقتصادنا.. ولم يترك له حتى “الطاقية”..
بصراحة، رغم أنَّ المشكلة صُنعت بيد الحكومة، إلا أنَّ حالة “الفرجة” و”الشماتة” الكاسحة التي تفيض بها وسائط التواصل الاجتماعي لن تغير من الواقع شيئاً، من الحكمة أن يشعر الجميع، فرض عين على كل مواطن، أن يتعامل مع الأزمة باعتباره شريكاً في الحل رغم أنَّه لم يكن شريكاً في صنعها.. فمن العار أن يكون وطن مثل السودان، وشعب مثل شعبه غارقاً في شبر ماء مثل هذه الأزمة..
الآن، الآن، هو الوقت المناسب لتنهض مجموعة قادرة وراغبة لتقديم الحل المناسب الذي يخرجنا من ظلامات التغابن السياسي، إلى نور الحقيقة المفضي إلى نهضة السودان.
ما في الملعب السياسي الآن سوى الحكومة قابضة على كل المفاصل وتأبى حتى من يمد إليها يد المساعدة، فالغرور لما يبلغ ذراه يحجب نور البصيرة ويغلق شعاع الحكمة.. وفي الضفة الأخرى معارضة حار بها الدليل تنتظر السماء لتمطر انتفاضة أو انقلاباً.
وبين هذه وتلك، أمة كاملة قوية فيها عقول جبارة وهمة فتية.. لماذا ننتظر؟ لماذا لا نصنع الحل؟ بل وبكل دقة.. لماذا لا تتوحد هذه الغالبية الكاسحة من شعب السودان خلف مصالحها وترغم الجميع حكومة ومعارضة، الإذعان لما يجب أن تذعن له..
الآن، الآن حان وقت تأسيس خيار ثالث لا يحدق في بطاقة سياسية ولا فكرية ولا ملونة بأي لون مذهبي أو جهوي.. فقط تحمل راية الوطن و(الحلم السوداني) الذي ظل شعبنا ينتظره منذ أكثر من ستين عاماً من الاستـ(غ)ـلال..
لماذا نضحك ونسخر من أنفسنا ونضيع الوقت في تبادل الشماتة بحالنا في وسائط التواصل.. لماذا لا نحول نفس هذه الطاقة إلى (تغيير) يفرض نفسه.. بقوة المنطق والحجة.. وسلامة النية الوطنية..
بالله.. استيقظوا قبل لات مندم..
التيار
siege auto

ليست هناك تعليقات