أخر الأخبار

(فلفلت) أو Game Over / حسن وراق

For your copy-and-pasting pleasure.



@ الأجيال الحالية من شباب اليوم ، مارسوا في صباهم العديد من الألعاب الشعبية المختلفة و الغريبة مثل حباب سنجابو و قفز المربعات و كمبلت مرورا بلعبة (فَلْفَلَت) الاكثر شعبية والتي يلعبها فريق مكون من شخصين يقوم كل واحد منهم بضرب كرة شراب او بلاستيك أو قنينة بلاستيك مربوطة في نهاية حبل بلاستيك لا يتجاوز طوله المترين و نهاية الطرف الآخر يُربط في عمود النور او التلفون او أي سارية علي ارتفاع مترين تقريبا و يقوم كل لاعب بضرب الكرة حتي يلتف حبلها او (يتشربك في العمود) و الفائز من تكون ضربته الحاسمة التي علي إثرها يلتف حبل الكرة او يتشربك او يتلفلف(يتفلفل) في أعلي العمود .

@ الازمة الاقتصادية الراهنة التي تمر بها البلاد وحالة الغلاء الفاحش الذي يشكو منه الجميع ، أصبح حديث الناس في الشوارع و في مكان العمل و السكن و في المساجد و الجوامع و الخلاوي ، عبر المحادثات التلفونية ورسائل الواتس أب وتغريدات الفيس و التويتر و الاستيغرام. في كل الاوقات تحتوي علي معلومات دسمة و حقائق لا تخر المَيّة و أخبار من بيت الكلاوي طازجة و ساخنة يفوح (شمارها) يملأ كل الوسائط التي تسبق الاعلام المسموع و المشاهد و المقروء بأيام . عبثا تحاول الحكومة تكميم الافواه و تصادر الصحف و تمنع المواكب في ظل ثورة العلم و التكنلوجيا التي جعلت العالم قرية صغيرة . 

@ الحكومة أضاعت فرصة العمر التاريخية لتجميل صورتها أمام العالم باستغلال الموكب الذي دعا اليه الحزب الشيوعي مستنكرا و محتجا علي ميزانية (الركابي) الكارثية ، لتثبت للعالم ولو (كذبا) بأنهم بسطوا الحريات في الدستور و طبقوها عمليا علي ارض الواقع باسلوب حضاري و بدون شغب ولكن هيهات (فرصة و ضيعتيها) قام الموكب رغم التصدي له بجيش عرمرم و وسائل قمح مستحدثة و اعتقالات ، نجح الموكب وتناولته كل وسائل الاعلام الخارجية (صورة و صوت) و الحذر ما بمنع القدر. ماذا كانت تتوقع الحكومة عقب اجازتها ميزانية (الركابي) المعادية لمعيشة كل الشعب السوداني بمن فيهم حراس و حماة النظام الذين تعاني اسرهم و عوائلهم الي حد ما و ما ينطبق علي العاملين بالدولة من عدم زيادة للمرتبات ينطبق عليهم لو صدقنا زعم الحكومة و لم (تناولهم) الفرق من وراء ظهر الميزانية .

@ هذه الميزانية خاصة بالطاقم الحاكم و ليس بالشعب وبشهادة خبراء الاقتصاد الحقيقيين في مجال اعداد الموازنات أمثال الخبير أحمد آدم سالم أمين ديوان الضرائب السابق و معتمد الخرطوم الاسبق الذي افاد ، بأن هذه الموازنة قد وضعت بطريقة غير علمية و جاءت ارقامها بمفارقات كبيرة بين الايرادات و المنصرفات و أظهرت عجزا كبيرا لم يسبق له أن ظهر في أي ميزانية من قبل و كما أنها أبانت تناقضا و تعددا في ارقام الايرادات مما جعل تتبعها و فهمها فنيا يصعب علي كثير من يقرؤنها . وأن هنالك خلل كبير في أولويات الصرف إذ أن اكثر من 70% من الميزانية تذهب للأمن و الدفاع والقطاع السيادي بينما أقل من 11% فقط تذهب للتنمية و هذا هو الخلل و التدهور الحقيقي في الاقتصاد السوداني هذا غير الزيادة المخيفة في نسبة الضرائب من 57 مليار في 2017 الي 75 مليار في ميزانية (الركابي) بنسبة 30% تمثل عبئ علي الانتاج و المنتجين .

@ كل الخبراء و المختصين و الاقتصاديين أجمعوا علي أن هذه الموازنة لإفقار و تجويع الشعب السوداني الفضل و ذهبت السيدة عائشة نائب رئيس المجلس الوطني بوصفها ، ميزانية تقود الي ثورة الجياع وقد بدأت نذر الثورة تلوح في الافق و أن أخطر ما في الامر الذي لم تنتبه اليه الحكومة أن جميع افراد الشعب ؟(الفضل) ، ما هماهم الحكومة ، ينتظرون فقط نفاذ (جاز المصافي) الذي يبقيهم الآن علي قيد الحياة ولن يترددوا لحظة في الموت رميا بالرصاص بعد أن اصبح من المستحيل الصبر علي اكاذيب الانقاذ للموت جوعا و أنه لا كرامة مع الفقر و الجوع كافر. إستطاعت الحكومة أن تمسح الارض بمعارضي الأمس وزراء اليوم المخلصين أمثال مبارك الفاضل و حاتم السر الذين أصبحوا ملكيين أكثر من الملك بعد أن صاروا اكبر المدافعين عن الانقاذ للبقاء في كراسي الحكم بعد ذاقوا عسالته وكل منهم يهرف بما لا يعرف وقد أصبح في مقام الناطق الرسمي الذي ابي ان يتحمل وزر الدفاع عن الحكومة بطريقة مبارك الفاضل و هو يشجع الحكومة ان تستورد السلع وهو لا يعلم أنها والغة في الاستيراد عبر أجهزتها وشركاتها و منظماتها و اتحاداتها الطلابية و نقاباتها ، الامر الذي في رفض انضمام السودان لمنظمة التجارة ، لأن الحكومة تمارس التجارة و ما يزال حاتم السر يتحدث بصفته كمحامي ولكنه نسي أن من مهامه كوزير تجارة توفير السلع وليس وضع القيود التي تتعارض مع مبادئ التجارة العالمية في تسهيل التجارة Trade Facilitations . هذا هو حال الطاقم الاقتصادي الذي يدير اقصادنا و البقية ليست بأحسن حالا و الحكاية بإختصار (فلفلت) أو Game Over .
siege auto

ليست هناك تعليقات