أخر الأخبار

شواهد نهايات المسرحية الطويلة / نعمة صباحي

For your copy-and-pasting pleasure.


كل المؤشرات تؤكد إن وراء الأكمة ما وراءها في دوائر الحكم الإنقاذي التي بدأت تشد في أطراف بعضها وكلُ يريد أن يخرج الآخر من سلسة الحلقات التي كانت تبدو في ظاهرها منسجمة الإيقاع ..ولكنها في الواقع على غير ذلك في عدم الوفاق ..والشواهد الماثلة كثيرة .
الرئيس البشير في غمرة خوفه بات يشكك حتى في ظله خاصة بعد الطعنات المؤلمة التي تلقاها من ثعلب القصر طه عثمان..ولان البشير في فمه ماء والف جرادة طافحة فقد بلع تلك الإهانة وهوينحني لمدير مكتبه ويفتح له باب الخروج آمناً مطمئناً ..غيرأن من كشفوا ألاعيب طه للبشير أصبحوا هم ذاتهم المشكلة التي شكلت هاجسا جديداً له زاد من وساوسه التي تقض مضجعه ..خاصة عندما تم ترتيب جولته الأخيرة للجزيرة حتى يبعدوه خلال زيارة الوفد الأمريكي الذي أعلن أنه لن يقابل رئيساً مطلوباً للجنائية وأن مسالة رفع العقوبات الإقتصادية لا علاقة لها بإمكانية تجاوزهذا الأمر ..وعلى خلفية هذه التداعيات التي سبقتها تصريحاته في موسكووالتي نفض فيها يده عن كل تعويل على أمريكا ..وبعدإعلانه الإنفعالي عن تأييده لترشح محمدطاهر ايلا في حالة رغب في خوض السباق الرئاسي في 2020 وهوما فسر على أنه طعنة نجلاء في قناة نائبه الأول بكري حسن صالح أدت الى فتور واضح في علاقة الرجلين !
الشيء الذي أجج فورة الصراعات في مجلس شورى المؤتمرالوطني لتخرج الى العلن على غير العادة خاصة الجانب المتعلق بالتحفظ حول مناقشة ترشيح البشيروبهذا السفورالذي دفع به الى التهديد بحل الحزب في حالة تكريس ذلك الرفض وكانت الجلسة السرية التي مثلت قمة جبل الأزمة..إذ لم يتوقع البشير أن يصبح في هذا الموقف وأن تكون الأيدي الدافعة في إتجاه تحقيره بهذه الجرأة .
صحيح أن نافع وأمين حسن عمر قد خاضا في مؤتمر الشورى للحزب الحاكم ماقبل الإنتخابات الأخيرة ذات المعركة وخسراها ..لكن تلك على مايبدوكانت تمثيلية سيئة الحبكة ليقال ان مؤسسات الحزب تمارس شورى راشدة أوديمقراطية حقيقية وقد حسمها بخبث علي عثمان الذي أراد تفويت الفرصة على غريمه نافع حتى لا يصعد مساعداً للمهرج الكبيرمرة أخرى ليتسيد المشهد الهزلي على خشبة المسرح في غيابه .
لكن ما يجعل من الأزمة الحالية بين البشيرورجاله المقربين أشبه بحالة صراع في مفترق الطرق ..ان هناك عدة إشارات تشي بذلك..منها حالة الشارع بعد وصول الإنهيار الإقتصادي مداه وحركة الهلع التي إنتابت جماعةالحركة الإسلامية بين سعيهم لتنظيم صفوفهم من جديد لمواجهة أسوأ الإحتمالات التي يخشونها وهو سحقهم وحرق مقتنياتهم و فقدان مكاسبهم في حالة سقوط النظام ..الى جانب حالة الإنقسام الواضحة بينهم حول التجديد للبشير الذي يعتبره بعضهم كارثيا عليهم خاصة من الذين خسروا مصالحهم في معركتهم مع الوالي إيلا والتي القت بظلالها على مركزالحزب بالخرطوم والحركة بالقدر الذي دفع بقياداتها لتهرع الى ودمدني للمة واحتواء رائحة الأزمة التي زاد ت نتانتها بأن انتهت الى اشتباك بالأيدي و سجال ألسنة السباب !
ولم تكن القرارات الأخيرة بتشكيل مجالس السيادة الرئاسية إلا الدليل الأكبر على نية البشير الحدمن اية سلطة تكون خصما على سلطاته المطلقة ..فقام بسحب كل سلطات رئيس الوزراء وشتتها إيدي سبأ في ثنايا تلك المجالس الصورية المكونة من ذات الشخصيات الجاثية بالتودد أمامه ..وهوما يعني أنه أصبح الرئيس لكل مؤسسات الدولة الدستورية والتشريعية والتنفيذية والأمنية ..وهوالمطمئن لضعف القوات المسلحة التي نزع كل براثن سطوتها بتقوية المليشيات التي جعل منها درعا حامياً له في مواجهة أي خطر يأتيه من اية ناحية كانت !
إن ما يواجهه البشير من ربكة في كل اركان نظامه المتصدعة وفي صراع مكوناته المتنافرة يعكس بجلاء عين العاصفة التي تهب عليه من كافة نوافذ مرحلته الحرجة المفتوحةعلى كل الإحتمالات .
وفي غياب الدور الفاعل للمعارضة المشتتة بساعد النظام .. يبقى الأمل في استفزازها بتصاعد حركة الوعي بخطورة الصمت تباعاً معقودا وعلى الرهان الشعبي الذي بلغ به الضيق حداً يصعب إحتماله حتى من بعض المؤيدين للنظام من الكتاب والمحللين وقد بدأ يلفهم الخوف من فرضية الذهاب معه الى آخر المطاف وهم يشاهدون ببصيرة الإستشراف سوء منقلبه الذي يريدون الهروب من حدوثه قبل فوات الأوان .


sabooha22@yahoo.com
siege auto

ليست هناك تعليقات