رسالة الى العقيد طلال سيف اليزل / علي العجب المحامي
For your copy-and-pasting pleasure.
هذا الشرطي الذي ظهر في الفيديو وهو يضرب شاباً أعزلاً، إنما يعبّر عن مستوي مهنية منظومة الشرطة بكاملها، فهذا الشرطي الذي يحمل "خرطوش" ليس صدفة، وانما هي سياسة جهاز يصرف مبالغ من من خزينة الدولة لشراء هذه السياط. الشيء الواضح في هذا التسجيل ان هذا الشرطي كان يضرب هذا الشاب الأعزل وهو يتصدى بيديه للسياط التي تأتيه من شرطيين، مما يثبت ان هذا الضرب تم بغرض الاعتداء. وهذا المسلك يجد المباركة من رؤساءهم الذين يوجهونهم على الأرض وليس ادل على ذلك من مشهد الضابط الضخم الذي يسير خلفهما وهما يطاردان المتظاهرين لمزيد من الاعتداءات. فإذا كانت السلطات قد تلقت علماً مسبقا بالمسيرة وتعلم ان عليها حسب الدستور والقانون حمايتها، فالشرطة التي قامت بالاعتداء على المواطنين المحتجين سلمياً سيتحمل الجالس علي قيادتها مسؤولية الاعتداء علي المتظاهرين وهذا الشاب علي سبيل الحصر، فغالبية الرسميين الان يجهلون تطور قواعد المسؤولية الجنائية وفق تسلسل القيادة، هذا الاعتداء المنظم الذي طال مجموعات واسعة من المواطنين بالضرب بالسياط يشكل جريمة ضد الإنسانية وفق اضيق تعريفاتها فلا تجعلوا الجهل بقواعد المسؤولية في هذا العصر تعميكم عن حقيقة بديهية وهي ان هذه الجرائم لن تسقط بالتقادم وان هذا التوثيق العفوي سيكون ذا شأن في محنتكم.
كما يجب ان يفهم قادة النظام وتحديدا هنا قائد الشرطة الذي يعلم سواءً بالإخطار المباشر او من خلال الدستور ان الاعتداء علي المتظاهرين السلميين جريمة وبأنهم ستتم محاسبتهم على كل كبيرة وصغيرة يرتكبها جنودهم وعليهم ان يفهموا ان وسائل التوثيق التي تطورت في الأربعة أعوام الماضية فقط تمكن من محاسبة المسؤولين من الرئاسة الي أصغر جندي، فهذين الجنديين يجب ان يعلما أنهما سيواجهان العدالة وسيعاقبان على التقاعس عن أداء الواجب واستغلال السلطة بالاعتداء على مواطن اعزل يمارس حقه الطبيعي في التظاهر، كما ان الضابط المسؤول الذي يسير خلف جنوده وكأنه يقود قطيعا من الذئاب سيقف أمام العدالة يوم لن يشفع له أي من قادته المتجردين من انسانيتهم لأنهم سيكونون في شأن يغنيهم عن اعانته.
يجب ان يفهم منفذي القانون ان التذرع بتنفيذ الأوامر لا يعفي من المسؤولية الجنائية، وان الجرائم التي يرتكبونها ستثبت عليهم بالصور والفيديوهات التي يظنون انها مجرد إلهاء، لتعلموا ان العالم قد تغير وربما كان من صالح العدالة في هذه البلاد ان بقي الإسلاميين في السلطة حتى جاءت ثورة الاتصالات بهذا التطور الدقيق في رصد وتوثيق الاحداث.
عليكم ان تعلموا ان الثورة قادمة ومهما اوتيتم من قدرة على القهر فلن تستطيعوا ان تقفوا ضد إرادة شعب بأكمله، وهذا الخطاب موجه لمن مازال فيهم بقايا ضمير ومهنية في جهاز الشرطة فحماية ظهر شعبكم أكرم لكم من السير في ركاب الخيانة العظمي لقيم الإنسانية وقيم المهنة وفي سبيل حماية الطغاة الذين سيتخلون عنكم عند انهيار السد واندلاع العاصفة".
ليست هناك تعليقات