أشكو ليك يا ربي / ناهد قرناص
For your copy-and-pasting pleasure.
تزامنا مع الموازنة الجديدة.. والقرارات الاقتصادية الغريبة.. درج بعض من أئمة المساجد على تحميل الأمر على كاهل المواطن بدعوى أن الذنوب كثرت حتى ابتلانا الله بهذا الضيق في المعيشة.. حتى قاربنا أن نصدق.. أننا من قوم عاد وثمود.. رغم أن الله سبحانه وتعالى يقول في محكم تنزيله (يا أيها الذين أمنوا استعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين).. ولا أعتقد أن هناك شعب صبر أكثر منا حتى عجز الصبر عن صبره. المهم في هذا المقال أريد أن أتساءل.. وأطلب من السادة أئمة المساجد.. وكاتبي خطب الجمعة أن يتسع صدرهم لتساؤلاتي الصادرة من عقلي الصغير.. الذي لا يحتمل:
نورد أدناه أمثلة لدول مختلفة.. في أنحاء العالم.. نلقي عليها بعض الضوء كل حدة:
1\ دولة اليابان.. الديانة الأولى فيها تدعى (الشنتو).. وهي ديانة غير معروفة المصدر.. تقدس قوى الطبيعة مثل الرياح والجبال.. والشمس.. يؤمنون أن الامبراطور الياباني سليل الألهة.. (يعني معتقدات لا علاقة لها بالتوحيد من قريب أو من بعيد).. رغم ذلك فالاقتصاد الياباني جبل لا يهزه ريح.. والمسؤول في اليابان عرضة للمساءلة ولا أحد فوق القانون.. على سبيل المثال تداولت الأسافير صورة وزير الكهرباء الياباني ينحني للشعب اعتذاراً لأن الكهرباء قطعت لمدة عشرين دقيقة فقط لا غير.
2\ دولة كوريا الجنوبية.. الديانة الأولى فيها (البوذية).. ترجع الى بوذا الذي عاش في القرن السابع.. الديانة البوذية فيها الكثير من المعتقدات الغريبة مثل الإيمان بتناسخ الأرواح وحلولها في مختلف الكائنات.. لهم عدد من الألهة كل حسب وظيفته الديانة رقم 2 في كوريا هي المسيحية.. ولا يشكل الإسلام نسبة كبيرة في كوريا.. وهم مثل اليابان لا أحد فوق القانون.. ولا تزال في الأذهان قصة رئيسة وزراء كوريا التي تقضي عقوبتها في السجن حتى الآن.. ليس لأنها سرقت.. ولا أخذت من المال العام.. لكن لأن صديقة لها تكسبت من وراءها واستغلت صداقتها.. .فقط لا غير.
3\ دولة أثيوبيا.. جارتنا وبت حارتنا.. البنريدها.. الديانة فيها المسيحية.. ولكن نسبة من يدين بالإسلام فيها نسبة مقدرة.. الدستور المعمول به علماني.. أثيوبيا بسرعة الصاروخ تبني اقتصاداً معافى.. بثقة ودون صخب.. ولا تدخل في مشاحنات ولا مضايقات.. وتنتهج خلق الإسلام في السلام وعدم التدخل في شؤون الآخرين.
4\ أمارة دبي.. غالبية سكانها يدينون بالإسلام.. يرتفع الآذان فيها خمس مرات في اليوم.. لكنها في المقابل تمنح الرخص لفتح البارات والمراقص.. تعمل بمقولة ما لله لله وما لقيصر لقيصر.. القانون فيها سيف لكل من يتجاوز الخطوط الحمراء..
للسؤال المفصلي هو: الأمثلة أعلاه.. هل تخضع لقانون التضييق والذنوب الإلهي هذا؟؟ أم الأمر خاص بالشعب السوداني؟؟ لا يفوتني في هذا السياق أن أذكر قصة عام الرمادة في حياة الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه.. ترى هل كان الصحابة أيضاً مذنبين حتى ضيق الله عليهم في العيش.. وللا الفكرة شنو؟؟
المهم في النهاية.. نود أن نقول لأئمة المساجد وخطباء الجمع.. إن الشعب السوداني.. لا يحملكم المسؤولية في ضيق المعيشة فلا تسارعوا في نفي التهمة.. والقائها على عاتقنا.. هذا أولاً. أما ثانياً.. نحن نعلم يقيناً أن الله عادل كريم.. ولا يرضى الظلم وحرمه على عباده لذلك سيأتي نصره قريباً.
بناءً على ما سبق.. واستناداً على الأمثلة أعلاه.. وأخذاً في الاعتبار أننا شعب مؤمن وموحد.. رجاءاً توقفوا عن هذه (الأسطوانة المشروخة).. إنتوا عارفين.. ونحن عارفين إنكم عارفين المشكلة وين.
ما تشيلوا همنا نحن فقط سنرفع أكفنا الى الله سائلين الفرج ولسان حالنا يقول: (أشكو ليك يا ربي).
الجريدة



ليست هناك تعليقات