مقاومة الحكم التركي - المصري
For your copy-and-pasting pleasure.
أبرزت
المرحلة الأولى للغزو التي تمثلت في حملتي إسماعيل والدفتردار أن الغزاة واجهوا
مقاومة مسلحة في بعض المناطق، ولكن تشتتها أضعف فعاليتها، كما رُحِب بهم في مناطق
أخرى. وهزم التفوقُ في السلاح والعتاد والخطط العسكرية المقاومة.
بدأت المقاومة للحكم التركي المصري من أول وهلة فقد كان أول رد فعل لأهل السودان عندما بدأ الحكم التركي – المصري تطبيق النظام الضريبي الجديد الذي فرض عليهم دون تقدير لظروفهم. فكان رد فعلهم عفوياً وسريعاً وتفجر بين بعض مجموعات القبائل. وهوجمت الحاميات التركية المعزولة وقتل جنودها. وهربت مجموعات إلى الحدود الحبشية ووادي نهر عطبرة والقضارف. وجاءت انتفاضة المك نمر مك الجعليين ضد إسماعيل باشا الذي فاجأه بمطالب باهظة وهو في طريق العودة إلى مصر انتهت بمقتل إسماعيل في شندي. وطار الخبر في البلاد وأدى إلى ردود أفعال عنيفة وسريعة. فانفجرت حركات مقاومة في أنحاء متفرقة من البلاد وأخذت تهاجم حاميات الحكومة.
بدأت المقاومة للحكم التركي المصري من أول وهلة فقد كان أول رد فعل لأهل السودان عندما بدأ الحكم التركي – المصري تطبيق النظام الضريبي الجديد الذي فرض عليهم دون تقدير لظروفهم. فكان رد فعلهم عفوياً وسريعاً وتفجر بين بعض مجموعات القبائل. وهوجمت الحاميات التركية المعزولة وقتل جنودها. وهربت مجموعات إلى الحدود الحبشية ووادي نهر عطبرة والقضارف. وجاءت انتفاضة المك نمر مك الجعليين ضد إسماعيل باشا الذي فاجأه بمطالب باهظة وهو في طريق العودة إلى مصر انتهت بمقتل إسماعيل في شندي. وطار الخبر في البلاد وأدى إلى ردود أفعال عنيفة وسريعة. فانفجرت حركات مقاومة في أنحاء متفرقة من البلاد وأخذت تهاجم حاميات الحكومة.
أما الدفتردار، فما أن سمع بأخبار الانتفاضة ومقتل إسماعيل حتى خف بمعظم جيشه نحو النيل الأبيض وهاجم القبائل هناك. وانتقل إلى شندي ثم بربر يقتل ويأسر. وأتى المتمة وعبر النيل إلى شندي فوجد المك نمر قد فر فأحرق المدينة وأحرق أيضاً الحلفايا وأوقع مجزرة عظيمة في العليفون. ودارت معركة بين الدفتردار والمك نمر في النصوب في البطانة هزم فيها المك نمر الذي فر إلى الحدود الحبشية. وكان للانتفاضة آثارها العميقة فقد استمرت حوالي ثلاثة أعوام شهدت البلاد خلالها أهوالاً لم تالفها من قبل.
تواصلت المقاومة ضد الحكم التركي – المصري واتخذت أشكالاً منها المقاومة السلبية وهي الهروب سواء إلى الغابات أو الأحراش داخل السودان أو إلى مناطق الحدود. واتخذت معارضة رجال الصوفية للنظام شكلاً صامتاً فابتعدوا عنه ولاذوا بخلاويهم ورعاية طلابهم ومريديهم.
شهدت فترة الحكم التركي - المصري هجرات مكثفة للقبائل في الشمال فراراً من الضرائب ومن بطش الأتراك. فالهجرات من شمال السودان إلى أواسط البلاد والجزيرة كانت مستمرة طوال فترة الحكم التركي المصري. ويذكر أندرس بيركيلو أن الرحالة الذين زاروا مديرية بربر في ستينيات القرن التاسع عشر وجدوا قرى بأكملها مهجورة، وأن الشيوخ المحليين انزعجوا من هجرة شبابٍ، وأُسرٍ بكاملها، وأن المهاجرين عمِلوا بالتجارة، وأحياناً الزراعة. ويضيف أندرس بأن الهجرات كانت أيضاً بسبب تناقص الفرص الاقتصادية في الشمال، واكتشاف عدد من الخيارات في المناطق التي تقع جنوباً وغرباً. ويذكر مارتن دالي أن بعض موظفي مصلحة الأشغال في مصر مثل جارستن والذين جالوا السودان في عام 1899 دونوا أن أكثر منطقة مهجورة هي منطقة الجعليين الواقعة بين عطبرة وشندي. ويرجع جارستن هجر الجعليين لمناطقهم، إلى فترة سابقة لحكم المهدية.
كانت المقاومة القبلية أكثر أشكال المقاومة إيجابية. فقد عبرت بعض القبائل عن رفضها لأساليب الحكم التركي – المصري. وأدت إلى خلخلة الحكم التركي – المصري حارمة إياه من التمتع بالهيبة والسطوة المطلقة.
ويمثل تمرد الجنود الجهادية نمطاً مختلفاً للمقاومة. فهي مقاومة خرجت من صفوف الجنود الموالين للحكومة. وكان تمرد الجهادية في كسلا عام 1865 أكثر عنفاً واتساعاً وأهم سبب مباشر له تأخر المرتبات. ورفض الجنود تنفيذ الأوامر وتطور الأمر وطلبت الحكومة من السيد الحسن الميرغني أن يتدخل إلا أن الحكومة كانت تعد العدة لقمع التمرد بالعنف حتى يكون عبرة ولا يتكرر مرة أخرى.
يقول محمد سعيد القدال أن المقاومة بدأت منذ بداية الغزو عام 1821. وتواصلت بأشكال مختلفة وأساليب متنوعة وفي مناطق متباعدة وبين فئات اجتماعية متباينة. فالسمة الغالبة للمقاومة هي استمرارها رغم فشلها في كل مرة تحت ضربات النظام وقمعه. ولكن رغم فشلها استطاعت أن تهز هيبة الحكم وأن تجعل استقراره المطلق مستحيلاً وحافظت على جذوة الرفض. وأفرزت حركات المقاومة الحاجة إلى بديل أكثر شمولاً وقدرة على مواجهة الحكم الأجنبي. فجاءت مقاومة محمد أحمد المهدي وقيام الثورة المهدية وكانت أهم أسبابها إلى جانب السبب الديني سوء الحكومة وظلم الحكام وفداحة الضرائب ومساوئ جمعها.
ليست هناك تعليقات