أخر الأخبار

أزمة ثقة بين الحكومة وأهالي سيناء

For your copy-and-pasting pleasure.

القاهرة ـ «القدس العربي» : 
كلام قديم أعاد الرئيس السيسي أمس الخميس تكراره: «نواجه حرباً مكتملة لهدم الدولة.. والأمن مسؤولية المجتمع بأكمله. الدولة قادرة على التصدّي لكل مَن تسوّل له نفسُه تهديد أمن مصر واستقرارها. وقال: إن الدولة تتّخذ ما يلزم من إجراءات للدفاع عن نفسها، وتطوّر قواتها المسلحة وتحمي حدودها وتثأر لأبنائها. مشدداً على أن دماء الشهداء لن تذهب سُدى. 
كان الرئيس يردد بثقة مفرطة أن القضاء على الإرهاب مسألة وقت، مطالباً بالاحتشاد صفاً واحداً لتحقيق الهدف الكبير، بينما كان إعلام الدولة المصرية يجهز لذبح المرشح الرئاسي المحتمل، أحد قيادات القوات المسلحة السابقين الفريق أحمد شفيق، الذي شاركت في الهجوم عليه الكتائب الإعلامية للسلطة، ودخلت على الخط شخصيات خليجية من بينها ضاحي خلفان تميم، نائب رئيس الشرطة والأمن العام في دبي، قائلاً: «حسني مبارك في أحداث الإخوان قرر ألا يغادر مصر، وأن يواجه خصومه أمام القضاء، متحملا كل ما يمكن أن يحدث له، والفريق أحمد شفيق خاف وغادر، وأنا استغرب كيف يرشح نفسه بعدما خاف بنفسه».
فيما تناولت الصحف المصرية الصادرة أمس الخميس 30 نوفمبر/تشرين الثاني عددا من الأخبار المهمة التي تشغل فكر المواطن المصري على المستويين الدولي والمحلي، ومن أبرزها التعاون الثنائي بين مصر وروسيا لمواجهة الأزمات التي تشهدها المنطقة العربية، فضلاً عن تفاصيل برنامج التنمية الشاملة، الذي أمر به الرئيس السيسي، وناقشه مجلس الوزراء، ومن بين هذه الأخبار: الرئيس: تعاون مصري ــ روسي لمواجهة أزمات الشرق الأوسط. الرقابة الإدارية: سقوط رئيس حي الموسكي برشوة، دفع التصنيع المحلي لترشيد الاستيراد وتوفير العملات الأجنبية. إزالة حواجز «الداخلية» الحديدية من «لاظوغلي». محافظ مطروح: «غرب سيوة» سيحقق نهضة في الواحة. مصادر: تعديلات «السكك الحديدية» تمنح المستثمرين حق إنشاء الخطوط. ضبط 23 محكوما عليهم في قضايا إرهاب في الواحات وسيناء. وإلى التفاصيل:

كوارثه لا تحصى
هدف إثيوبي جديد في مرمى الدبلوماسية المصرية سجله سفيرها في القاهرة على ملعب مجلس النواب هذه المرة، كما يؤكد عبدالناصر سلامة في «المصري اليوم»، ذلك أن الأهداف الأخرى، وعددها 17 هدفاً، تم تسجيلها خلال 17 جولة على ملاعب مصرية وسودانية وإثيوبية، سبقها الهدف الأقوى الذي سجلناه نحن في مرمانا، والذي لم تلتفت الجماهير إليه في مارس/آذار 2015 في الخرطوم، حينما وقعت مصر على ما يعرف باتفاقية إعلان المبادئ، التي من خلالها استكملت إثيوبيا مسيرة بناء السد، بدون أي منغصات من أي نوع، أو حتى بدون اعتراضات، انتظاراً لتقرير المكتب الاستشاري الفرنسي، الذي جاء أخيراً مؤيداً للحق المصري، إلا أن عملية البناء اكتملت بنسبة 63٪ حسب التصريحات الإثيوبية، وتجاوزت هذه النسبة حسب تقارير أخرى. الهدف الجديد سجله السفير الإثيوبي هذه المرة، خلال زيارته للبرلمان المصري الاثنين الماضي، حيث التقى أعضاء لجنة الشؤون الإفريقية، وشارك في بعض فعاليات الجلسة العامة، ثم أعلن مفاجأته المدوية، بأن رئيس الوزراء الإثيوبي سوف يلقي كلمة أمام مجلس النواب خلال شهر ديسمبر/كانون الأول. وكعادة التصريحات المصرية الصادرة عن لجنة البرلمان في أعقاب زيارة السفير هى: (أن المحادثات كانت حول بناء الثقة وروح التعاون، والتأكيد على ضرورة ألا يمس مشروع سد النهضة مصالح المصريين، وأن السفير أكد حرص بلاده على استمرار التفاوض حول الجانب الفني، إلى آخره. كما أننا ـ وهو الأهم ـ نقلنا للسفير «حساسية» المصريين تجاه المشروعات الخاصة بالمياه، وضرورة أن تحمل زيارة رئيس الوزراء «طمأنة»! المصريين». الغريب في الأمر هو أننا لم نعتبر، أو بمعنى أدق لم نتعلم، من الدبلوماسية الإثيوبية، على الرغم من كل سنوات التفاوض هذه، التي كانت خلالها أشبه بدبلوماسية اليهود، حيث استطاعوا الحصول على توقيع مصر على اتفاقية إعلان المبادئ، وفي الوقت نفسه قاموا ببناء السد، بينما كان المفترض منطقياً أن يحصلوا إما على هذه وإما على تلك».
تحولات القوى الكبرى
تحولات في مواقف عدد من القوى الكبرى التي قادت ثورة 25 يناير/كانون الثاني تجاه ترشح الفريق أحمد شفيق إلى انتخابات الرئاسة المقبلة. وقد وصف الكاتب الصحافي عبد العظيم حماد في تصريحات له لعدد من الصحف المصرية ومنها «المصريون» ترشح الفريق أحمد شفيق إلى انتخابات الرئاسة المزمع عقدها العام المقبل بـ»الزلزال». وقال حماد الكاتب في «الشروق»: «إذا صحت الأنباء ولم يكن الفيديو مدسوسا على رويترز (التي لا تكذب مطلقا) فهذا زلزال، ولن تعود أحوال مصر السياسية إلى ما كانت عليه قبل إذاعة الخبر». وأضاف: «شفيق يترشح للرئاسة يعني توافقا محليا وإقليميا ودوليا على التغيير، أو على بعض التغيير في مصر.. لننتظر حتى قطع الشك باليقين وعندها لنا أحاديث وأحاديث» حسب تعبيره. بينما أكد الكاتب أنور الهواري لـ»المصريون» أن هجوم الفضائيات والصحف الموالية للنظام والتي تسير في ركابها على الفريق أحمد شفيق ليس سببه ترشحه للرئاسة. وقال الهواري إن الإعلام المصري: «ليس ضد ترشح شفيق، لكن ضد: ذهابه إلى رويترز، ثم ذهابه إلى الجزيرة، ثم نسيانه جمايل ابوظبي «حسب رأيه».
قادر على إزعاج السيسي
اعتبر سياسيون معارضون للسلطة الحالية، أن الفريق أحمد شفيق، رئيس وزراء مصر الأسبق، يتمتع بأرضية واسعة تساعده على خوض الانتخابات الرئاسية المقبلة بقوة، فقد سبق وحصل على 12 مليون صوتٍ في انتخابات 2012. السفير معصوم مرزوق، مساعد وزير الخارجية الأسبق، والقيادي في «تيار الكرامة» قال لـ»المصريون» إن «شفيق لديه رصيد كبير في مصر، باعتباره رجلاً لم تتم تجربته من قبل في مقاليد السلطة، خاصة أن الرئيس عبدالفتاح السيسي فقد جزءًا من شعبيته على مدار السنوات الأربع الماضية». وأضاف، أنه حال خوض الفريق شفيق المنافسة المقبلة أمام الرئيس الحالي، سيأكل المرشحان من الطبق نفسه، فالأصوات التي دعمت السيسي هي نفسها الأصوات التي انتخبت شفيق في انتخابات 2012، وهي أيضًا التي رفضت تخلي الرئيس الأسبق حسني مبارك عن الحكم. ورأى أن «أهم ما في الأمر هو السماح للفريق شفيق في خوض الانتخابات، وهذا سيظهر خلال الفترة المقبلة، إذ أنه يمكن استبعاد شفيق في أي وقت من السباق الرئاسي».
فرصة شفيق ذهبية
رأى الدكتور أحمد دراج، أستاذ العلوم السياسية، عضو «جبهة التضامن للتغيير»، وفقاً لـ«المصريون» أن «السباق الانتخابي إذا اقتصر على الفريق شفيق والرئيس السيسي، سيذهب لصالح الأول، إذا كانت انتخابات حرة ونزيهة، ولن يكون وجود لخالد علي بينهما».وأضاف: «شفيق من خلال عمله وزيرا للطيران المدني، وخلال الفترة التي ظهر فيها رئيسا للوزراء، أثبت كفاءته، رغم أن المدة كانت قصيرة، كما أنه أثبت في انتخابات 2012، أنه قادر على الصمود والترشح أمام أي منافس». وأوضح دراج، أن «بعض مؤسسات الدولة ستدعم شفيق، على عكس انتخابات 2014، حيث رأى المواطن المصري وقتها، أن السيسي، قادم من مؤسسة يثق بها الشعب المصري، ولم يكن هناك خيار آخر». مشيرًا إلى أن «هناك قطاعًا عريضًا من الشعب يمني النفس بعودة نظام مبارك، سيدعم شفيق». وحول موقف الدول العربية، قال إنها «ستدعم المرشح الذي ترى فيه توافقًا مع مصالحها، ولا توجد دولة حليفة والكل يقف خلف المصالح».
مسرحية أم مؤامرة؟
«حسبما ذهب الخبراء والمحللين فقد تكون تلك التوافقات، كما نشرت «الشعب»، إلى اتفاق بين شفيق والعسكر الذي هو جزء منه بالأساس، حتى يتم تشتتيت الأصوات التي قد تشارك في العملية الانتخابية، بينه وبين خالد علي الذي أعلن ترشحه الشهر الماضي في مؤتمر رسمي، وأي شخص آخر قد يفعلها في الفترة المقبلة. وهذا ما يفرق طرق التفكير في هذا الشأن، ويضعنا أمام أسئلة عديدة تتردد في الشارع السياسي المصري، وهي هل ترشح شفيق مؤامرة من النظام؟ أم هي مناورة من الخارج للضغط على النظام بقيادة عبدالفتاح السيسي؟ هل اتفق شفيق مع نظام السيسي؟ التآمر هو صفة ذلك النظام العسكري، الذي قتل وروع الآمنين بدلاً من حمايتهم، وبث روح الطمأنينة في داخلهم، كما يفعل أي جيش أو نظام في العالم، لذا فمن يطرحون فكرة التآمر، أو الاتفاق بين شفيق ونظام السيسي قد يكونون مصيبين في طرحهم، حسب خبراء. مشيرين إلى أنه لتشتيت الأصوات التي قد تشارك في الانتخابات الرئاسية المقبلة، بالأخص بعدما أعلن المحامي الحقوقي خالد علي ترشحه، وقد يرى النظام في هذا خطرًا ليس لشعبية خالد علي، وإنما خوف من الالتفاف حوله بعدما خان النظام جميع حلفائه. أضف على ذلك مناهضية ومعارضيه الذين قد يدعمون علي. وأضافوا أنه على الرغم من قيام إعلام النظام بمهاجمة شفيق ووضعه في سلة المعارضين، إلا أن سيناريو الاتفاق قد يكون واردًا بين الطرفين، حتى لا تتكرر فضيحة حمدين صباحي الشهير بالكومبارس، الذي خاض الترشح في أول انتخابات رئاسية عقب الانقلاب العسكري».
شماتة لا تليق
استعان أنور قرقاش، وزير الشؤون الخارجية الإماراتي، ببيت للمتنبي للهجوم على الفريق أحمد شفيق، رئيس الوزراء الأسبق، قائلا حسب ما نشرت «المصري اليوم» : «وللأسف وفِي هذا الموقف الذي يكشف معادن الرجال، لا يسعني إلا أن أضيف مقولة المتنبي، شاعر العرب الكبير، (إذا أنت أكرمت الكريم ملكته، وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا)». وكان الدكتور أنور قرقاش، قال إنه «تأسف دولة الإمارات أن يرد الفريق أحمد شفيق الجميل بالنكران، فقد لجأ إلى الإمارات هاربا من مصر، إثر إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية عام 2012، وقدمنا له كل التسهيلات وواجبات الضيافة الكريمة، رغم تحفظنا الشديد على بعض مواقفه».
العدو معروف سلفاً
الجدل حول من يقف وراء العمليات الإرهابية يتزايد، ولكريم عبد السلام في «اليوم السابع» وجهة نظر: «بعيدا عن التحليل الانفعالي الغاضب لأحداث قرية الروضة في العريش، الذي يطالب تارة بتجديد الخطاب الديني أو يحمّل الأزهر المسؤولية، أو حتى يلقي بالاتهامات جزافا باتجاه بعض عناصر القبائل في سيناء، التي تعمل في التهريب من وإلى قطاع غزة، أو تحترف زراعة وترويج المخدرات، تعالوا نضع مجموعة من المعلومات المؤكدة، وتصريحات شيوخ القبائل السيناوية لنضع النقاط على الحروف في تلك القضية الموجعة لنا جميعا. أولا، عندما يعلن اللواء فؤاد علام، عضو المجلس القومي لمكافحة الإرهاب ووكيل جهاز أمن الدولة الأسبق، في مؤتمر عام ينظمه المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، يوم الثلاثاء الماضي أن الأجهزة الأمنية عثرت في الفترة الأخيرة وعبر إحدى العمليات العسكرية على متفجرات فيها مواد شديدة الخطورة، وهى مادة «drx» التي لا يستخدمها سوى بلدين فقط، الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، وأن حفنة صغيرة من تلك المادة تساوي طنا من المتفجرات المستخدمة من المواد البسيطة، هنا علينا أن نتساءل، هل تم تتبع مسار وصول هذه المادة المتفجرة الخطيرة ومساءلة الأجهزة الأمنية في واشنطن وتل أبيب؟… ثالثا، في عملية أمنية سابقة حاصرت قوات الأمن مجموعة تكفيرية كانت تحاول التحرك خارج سيناء، وعددهم 13 عنصراً تابعين لتنظيم أنصار بيت المقدس الإرهابي، وتمكنت من تصفية 7 منهم، والقبض على الباقين، وعثرت في حوزتهم على أجهزة اتصال حديثة تركية، وأخرى إسرائيلية الصنع، وهي أجهزة مرتبطة بالأقمار الصناعية، كما عُثر معهم على خرائط خاصة بمناطق الارتكازات الأمنية، إضافة إلى جهاز «لاب توب» يحتوي على رسائل بين العناصر التكفيرية في سيناء، وأخرى موجودة في ليبيا وغزة».
لماذا طالت الحرب على الإرهاب؟
يتولى الإجابة على السؤال عبد الله السناوي في «الشروق»: «لأنه لا توجد ثقة كافية في أهل سيناء، فهم متهمون في شرفهم الوطني، رغم التضحيات التي بذلوها في كل حروب مصر، والأدوار التي اضطلعوا بها في أحلك الظروف. تلك أزمة ثقة نالت من أي قدرة على الحسم تعيد إلى شمال سيناء أمنه واستقراره. تتنوع مصادر الأزمة وتتعدد أسبابها بدون أن نستمع بشفافية لشكاوى وأنين ومطالب أهالي سيناء، أو نعمل بجدية على خفض مستوى خطورتها وبناء جسور للثقة على أرض صلبة لا افتراضية. وقد أعادت مجزرة مسجد الروضة طرح السؤال بإلحاح غير مسبوق مشفوعا بطلب مشاركة في الحرب من قبائل شمال سيناء ونوابه في المجلس النيابي. باليقين فإن المجزرة هي الأبشع والأكثر دموية في سجل الإرهاب الذي تتعرض له مصر، وقد كان ذلك داعيا لاستنفار قبائل سيناء طلبا للثأر. بالأرقام الرسمية بلغ عدد الشهداء، الذين سقطوا أثناء أداء صلاة الجمعة في مسجد القرية القريبة من «بئر العبد» (305)، بينما يؤكد سكان المنطقة أن الرقم الحقيقي ربما يصل إلى (365) حيث لم يحسب الذين قتلوا في بيوتهم، أو في الطرقات، أو نقلوا إلى مستشفيات خاصة على نفقة ذويهم. قد يكون هناك شيء من المبالغة بالأرقام المتداولة شعبيا، غير أنها تعبر عن شعور طاغ بالفجيعة، وأن أهل سيناء جرت استباحتهم على نحو بشع يستهين بحرمة المسجد وآدميتهم نفسها. تحت وطأة الفجيعة بدأت مراجعات صاخبة. بعضها ينتقد الأداء الرسمي ويتهمه بالتقصير، حيث توالت إشارات تحذر من عملية محتملة في القرية بدون أن تتوفر أي حماية للأهالي، ولا اشتبكت القوات القريبة مع الهجوم الإرهابي».
تجفيف المنابع أفضل الحلول
يعتقد أشرف البربري في «الشروق»: «أن الفريضة الغائبة في حربنا الحالية ضد الإرهاب هي السعي إلى «تجفيف منابع التجنيد» للجماعات الإرهابية، بما يقطع عليهم خطوط الإمداد البشري، فغياب هذه الفريضة يجعل نهاية مثل هذه الحرب بعيدة المنال، على الرغم من كل الجهد الذي تبذله قوات إنفاذ القانون في تعقب الإرهابيين والقضاء عليهم على امتداد البلاد. فما يجري حاليا في هذه الحرب ضد الإرهاب هو أن قوات إنفاذ القانون تقتل أو تضبط كل يوم أعدادا من الإرهابيين، لكن قصورا أو لنقل فشل جهود «تجفيف منابع التجنيد» يجعل هذه الجهود الأمنية بلا طائل تقريبا على صعيد تحقيق الانتصار النهائي على الإرهاب. وعلى الرغم من أن هذا الكلام يبدو من البديهيات، بل يتردد باستمرار على ألسنة المسؤولين ومن يدور في فلكهم من المحللين والسياسيين، فالواقع يقول إن السلطة بجميع أذرعها لا تبذل جهدا كافيا لقطع الطريق على انضمام ضحايا جدد إلى صفوف الجماعات الإرهابية. ولكي يتحقق هذا الهدف الاستراتيجي المنشود، نحتاج إلى تجديد حقيقي للخطاب الديني، ليس فقط بمعنى تنقية هذا الخطاب من كل ما يحض على العنف والإرهاب، ولكن أيضا من كل دعاوى فقهاء السلطان الذين لا يترددون في تمجيد الحاكم بالحق حينا وبالباطل في أغلب الأحيان، والذين لا يرون في الدين إلا آية «وأطيعوا الله ورسوله وأولى الأمر منكم» ويتجاهلون حقيقة أن خير الجهاد هو «كلمة حق عند سلطان جائر» حتى يستعيد الخطاب الديني المعتدل مصداقيته لدى الناس. كما يجب أن يتوقف مرصد الفتاوى التكفيرية عن إصدار بيانات الإشادة بالإنجازات الحكومية وجولات الرئيس الداخلية والخارجية، فهذا ليس دوره، ولكن دوره الواجب هو ملاحقة منتديات الجماعات الإرهابية».
رفقاً بالأزهر
المؤسسة الدينية الرسمية التي تتعرض للهجوم من كل صوب وجدت من يدافع عنها محمد سمير في «اليوم السابع»: «تعالت للأسف في الفترة الأخيرة موجة من النقد العنيف المنظم تجاه مؤسسة الأزهر الشريف، تمثلت في تحميله المسؤولية المباشرة عن انتشار الفكر المتطرف في المجتمع، لأسباب عديدة، كما جاءت على لسان المنتقدين كان أبرزها، أولا: عدم قيامه بإصدار الفتاوى التي تكفر العناصر الخسيسة التي تقوم بالعمليات الإرهابية في مصر. ثانيا: عدم قيامه بتنقية مناهجه حتى الآن مما علق بها من آراء وأفكار يمكن تفسيرها على نحو متشدد. ثالثا: عدم قيامه ببذل الجهد الواجب نحو قضية تطوير الخطاب الديني، التي تمثل أحد أهم الأولويات الفكرية لدى الدولة في الفترة الأخيرة. ومع كل التقدير والاحترام لكل الآراء، أرى أن تحميل الأزهر الشريف وحده لكل الخطايا الفكرية والثقافية التي يعاني منها مجتمعنا منذ فترة طويلة، فيه ظلم شديد لهذه المؤسسة العريقة، فلطالما تربينا فكرياً وأخلاقياً على أيدى نخبة أجلاء من علماء الأزهر الشريف، فتعلمنا منهم كل ما يرتقى بفكرنا ويسمو بأخلاقنا، ولطالما كان الأزهر الشريف ولا يزال هو أيقونة ومنارة العلم في الدول العربية والإفريقية، ويعتبر هو والكنيسة المصرية حجر الزاوية لجموع المواطنين في الاسترشاد بالعلوم والآراء الدينية والأخلاقية الصحيحة. رفقاً بالأزهر أيها السادة، فهو ليس مسؤولاً عن عشرات الخطايا الأخرى التي ارتكبناها على مدى سنوات طويلة، وكان لها الدور الرئيسي في انتشار الفكر المتشدد، وأبرزها على الإطلاق، انهيار منظومتي التعليم والثقافة، وتراجع دور الأسرة في التنشئة الأخلاقية السليمة».
مبارك لم يخن الفلسطينيين
نفى الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، في بيان صحافي أصدره أمس، صحة ما نشرته «بي بي سي» نقلا عن وثائق بريطانية حول قبوله توطين فلسطينيين في مصر، خلال اجتماع بينه وبين رئيسة الوزراء البريطانية في فبراير/شباط عام 1983. وأكد مبارك، وفقاً لـ«الأهرام» أنه رفض كل المحاولات والمساعي، لتوطين فلسطينيين في مصر أو مجرد التفكير في ما طرح عليه من قبل إسرائيل، وتحديدا عام 2010 لتوطين فلسطينيين في جزء من أراضى سيناء، من خلال مقترح لتبادل الأراضي كان قد ذكره له رئيس الوزراء الإسرائيلي في ذلك الوقت. وأشار مبارك إلى أنه كانت هناك مساعٍ من بعض الأطراف لإقناعه بتوطين الفلسطينيين الموجودين في لبنان في ذلك الوقت في مصر، وهو ما رفضه رفضا قاطعا، وتمسك بمبدأ لم يحد عنه، وهو عدم التفريط في أي شبر من أرض مصر، التي حارب وجيله كله من أجلها، وهو ما تجسد في الإصرار على استعادة آخر شبر من أرضنا المحتلة عام 1967، بعودة طابا كاملة إلى السيادة المصرية. وقال الرئيس الأسبق في البيان إنه خلال الغزو الإسرائيلي للبنان في يونيو/ حزيران عام 1982 ووصول القوات الإسرائيلية لبيروت، اتخذ قرارا بسحب السفير المصري من إسرائيل، وعمل على تأمين خروج الفلسطينيين المحاصرين في العاصمة اللبنانية، وقامت مصر بتأمين خروجهم، وعلى رأسهم ياسر عرفات، حيث التقى عرفات خلال مروره من القناة، وأكد له وقوف مصر مع الشعب الفلسطيني للحصول على حقوقه المشروعة».
لهذا تمدح إسرائيل السيسي
وكأن أحمد رفعت في «الوطن» يرد على كريم عبد السلام الذي انتهى من كلامه في «اليوم السابع»: «من يعتقد أن دولة من الدول ترسل رجالها بشكل مباشر لتنفيذ عمل إرهابي في دولة أخرى، كما كان يحدث في الماضي، فهو متخلف كثيراً عن متابعة أحدث صور المؤامرات والتآمر على الدول، وتوجيه المتآمرين بالاختراق.. لا تستطيع دولة تحمّل ذلك أمام العالم، في وقت تزعم فيه دول كثيرة معاناتها من الإرهاب والادعاء بأنها ضحية له بمن فيهم صانعو الإرهاب وداعموه وممولوه! قصة صناعة أشخاص طبيعيين يحملون جنسية دولة معينة تمت وحدثت كثيراً.. صنعتها مصر في إسرائيل، وصنعتها إسرائيل في الشقيقة سوريا، من خلال الجاسوس إيلي كوهين، وكلاهما وصل إلى نفوذ كبير ومواقع مرموقة في المجتمعين السوري والإسرائيلي. «الهجان» اعتزل وعاد سالماً في الأسطورة المخابراتية المعروفة، بينما إيلي كوهين كاد يكون وزيراً في سوريا، لولا سقوطه وإعدامه وبدعم مصري! وبالتالي فإمكانية زرع أفراد ينتمون لدولة شقيقة، والزعم بإيمانه بأفكار جهادية مع دعمه مادياً من أفراد، أو من أجهزة محددة وارد إلى حد كبير جداً، خصوصاً في الدول الشقيقة التي ضعف فيها نفوذ الدولة الوطنية، وأصبحت فيها مناطق خارج هيمنة السلطات المحلية. هذه الجماعة التي يمكن أن تنشأ بهذا الشكل، ليس منطقياً أن تبدأ بالدعوة للقتال ضد مصر وسوريا.. بالطبع لا.. تبدأ بدعاوى لامعة تجذب الشباب الذي نال قسطاً من الأفكار المتطرفة أو التي تغذيها وتساعدها جماعات مستفيدة مثل الإخوان.. وبعد تجنيد الآلاف وتسليحهم وتشرّبهم بأفكار هذه الجماعة، تتم صناعة أفرع لها في بلدان مختلفة، وبعدها يتم تغيير الوجهة، باعتبار الجهاد جائزاً في كل مكان، وإن كان يجوز ضد الأمريكان مثلاً، فإنه يجوز أيضاً ضد حلفاء الأمريكان».
النموذج الإيراني يربح
«الموقف الإيراني يرتكز في أي تسوية مستقبلية، كما يؤكد علي الأمين في «المصريون» على استراتيجية تعميم نموذج حزب الله في المنطقة العربية، من خلال فرض ثنائية السلطة أو الدولة ـ الدويلة، أو الجيش ـ الميليشيا، عبر جعله شرطا أساسيا في كل تسوية إقليمية مقترحة، وتثبيت هذه الثنائية، من خلال حزب الله في لبنان، والحشد الشعبي في العراق، وقوات الدفاع الوطني في سوريا، والحوثيين في اليمن. هذا الطموح الإيراني يفترض في جوهره تمديد الأزمات في هذه الدول، بل الإبقاء على السلطة في داخلها على توازنات خارجية، تحول دون قيام دولة وطنية يحكمها دستور، والإبقاء على صراع الهويات بأشكالها الطائفية والمذهبية والجهوية. ذلك أن المشروع الإيراني الذي يمثله الحرس الثوري لا يحمل في طياته أي رؤية لصوغ النفوذ على شرط الدولة، أو الشعب الواحد والموحد، ولا على رؤية تنطلق من أن الدولة ضرورة وجودية، ومكون ثابت ونموذج لا يمكن تجاوزه أو تقويضه في بناء أي استقرار سياسي واقتصادي واجتماعي. الهاجس الإيراني في المنطقة العربية إيراني بالدرجة الأولى، وهذا هو حال كل الدول الطامعة في المنطقة العربية، أي أنّها تنظر إلى المنطقة من زاوية مصالحها وحساباتها الوطنية أو القومية. لكن المشكلة العربية مع السياسة الإيرانية، تتصل ببنية المشروع الإيراني، الذي كشف عن مضمونه وأدواته طيلة العقود الماضية. فإيران لا يستقيم دورها ونفوذها خارج أراضيها، إلا بزعزعة المجتمعات من خلال الاستثمار في البعد المذهبي».
البشير في المكان الخطأ
العلاقة السودانية الروسية يهتم بها محمد أبو الفضل في «الأهرام»: «لتفسير المعطيات التي صاحبت زيارة الرئيس عمر البشير لروسيا أخيرا، وأهمها الكلام عن صفقات أسلحة متطورة وصفقات تجارية سخية وتلويح ببناء قاعدة عسكرية لموسكو في السودان على البحر الأحمر، والاستعانة بالرئيس فلاديمير بوتين لمضايقة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أو بمعنى أدق هنا مكايدات وهناك مكايدات. للاقتراب من أسباب الربط، من الضروري معرفة أن الرئيس البشير يجيد المناورة للاحتفاظ بأوراق مهمة معه، تفيده في تحقيق أغراضه السياسية، فقبل أيام قليلة من زيارته لموسكو بذلت الخرطوم جهدا مضنيا لإقناع واشنطن برفع اسمها من على اللائحة الأمريكية للدول الراعية للإرهاب، وهي تضم إلى جانب السودان، إيران وسوريا وكوريا الشمالية، مستفيدة من قيام الولايات المتحدة برفع العقوبات الاقتصادية عن الخرطوم التي استمرت نحو 25 عاما. الطريق السياسي بين واشنطن والخرطوم بدا ممهدا خلال الأسابيع الماضية، إلا من مطبات صغيرة، من الممكن إزالتها بسهولة، لكن لعدم وجود ثقة تامة قدمت الولايات المتحدة لائحة مطالب صعبة لرفع اسم السودان من القائمة السوداء، مثل عدم استيراد أسلحة من كوريا، واتخاذ المزيد من الخطوات في مجال مكافحة الإرهاب، بمعنى آخر دفعه للاقتراب كثيرا من التوجهات الأمريكية، ولم تبد الخرطوم ممانعة حول غالبيتها، اقتناعا أو أملا في فتور موقف ترامب. زيارة موسكو وجد فيها الرئيس البشير فرصة لتوصيل رسالة غاضبة إلى واشنطن، تشي بالاستقواء وأن هناك حليفا ينتظر على الأبواب، وما لم تواصل الولايات المتحدة خطواتها الإيجابية باتجاه الخرطوم بلا تحفظات، فقد تخسرها للأبد. هي لعبة تقليدية تجيدها بعض الأنظمة التي تتصور أن «عدو عدوي صديقي» وهذا غير صحيح، فلا موسكو عدو لواشنطن، ولن تكون الخرطوم صديقة لموسكو على حساب واشنطن، فالمسألة معقدة جدا».
اللهو الخفي ينتظرنا
«صارت كرة القدم هي اللهو الخفي ـ العلني كما يصفها حلمي قاعود في «الشعب» الذي يشغل الناس عن قضاياهم الكبرى والمصيرية، واذهب إلى مجلس تجد من فيه يتثاءبون أو يتقبلون الكلام من بعضهم بغير اهتمام، وتكلم عن أبو تريكة أو محمد صلاح أو خيشة أو… تجد العيون قد لمعت فجأة، وانحلت عقدة الألسن، وبدأ أفراد المجلس يتسابقون إلى الحديث. كل يريد أن يدلي بدلوه، ويقنع الآخرين برأيه، وساعتئذ يعلو الصوت والضجيج، فقد سرت الحيوية في دماء الجالسين جميعا لأن الحديث في كرة القدم ونجومها. لا تسلني ماذا سيفعلون عندما تحدثهم عن الأسعار والغلاء والفواتير وانقطاع المياه، والدروس الخصوصية، وسد النهضة، والديمقراطية، والمحاكمات الاستثنائية، وأحكام الإعدام والمؤبد والمشدد، وبناء السجون، وتجاوز سجناء الرأي والسياسة 70 ألفا من أشرف الناس وأنبلهم، وانهيار التعليم والصناعة والزراعة والتصدير، وانحطاط الثقافة ووضاعة الإعلام… يفترض أن تكون كرة القدم فرصة لبناء الأجسام والعقول والأخلاق الكريمة، ولكن الشباب لا يلعبون، لأنهم لا يجدون ملاعب، بعضهم يلعب في الشارع، أو يتشاركون ويجمعون بعض الجنيهات ليستأجروا ساعة أو ساعتين في ملاعب بناها بعضهم على الأرض الزراعية الجيدة، التي صارت بورا من أجل الكسب العاجل! لا الفرق المشهورة في كرة القدم، ولا الفرق المغمورة تملك صناعة إنسان قوي متسامح، ولا جمهور يستمتع كما ينبغي ويتأثر بأخلاق الرياضة وروحها. إنهم متعبون، ومهدودو الحيل مثلي لأسباب شتى. نادر هو اللاعب الذي يملك المقومات الصحية والذهنية ورغبة التعاون مع زملائه في اللعب الجماعي، ولذا تجد عجبا في تفسير الهزائم أو الحصول على النصر. اتهام الحكام صار أمرا سائدا في كل مباراة تجري فيها هزيمة، أقصى ما يطلبه الفريق ألا يمنى بهزيمة ساحقة، بل يتعادل ويحفظ ماء وجهه».
شادية تبرعت بثروتها
المطربة المعتزلة شادية التي ووري جسدها الثرى «أمس الأول) أفتاها بعض الشيوخ بأن عليها أن تتخلص من كل الأموال التي جمعتها خلال فترة عملها في الفن وأفتوها، كما نشرت عدة صحف ومواقع، بأن هذه الأموال حرام، فتوجهت شادية إلى الشيخ الشعراوي لتسأله. وعن هذه الواقعة يقول محمد عبدالرحيم حفيد الشيخ الشعراوى لـ«اليوم السابع: إن علاقة شادية بجده بدأت عندما كانت في رحلة لأداء العمرة، وقابلت إمام الدعاة على باب المصعد صدفة، وطلبت منه أن يدعو لها. وأضاف حفيد الشعراوي، أن شادية زارت جده بعد هذا اللقاء، وأخبرته بأنها قررت ألا تغني إلا الأغاني الدينية، ورغم ذلك لم تعد قادرة على حفظ أي أغان، وأنها وعدت الجمهور بغناء الأغانى الدينية ولكنها لا تستطيع الوفاء بهذا الوعد، فأجابها الشعراوي بأن الوفاء بوعدها لله أولى من الوفاء بوعدها للناس. وأكد أن شادية سألت الشيخ الشعراوي بعد أن أفتاها بعض الشيوخ بأن الأموال التي جمعتها من الفن حرام، وأن عليها أن تتخلص منها. وأوضح أن إمام الدعاة أفتاها بأن تحتفظ بما يضمن لها حياة كريمة ومستوى لائقا طوال حياتها، وأن تحتفظ بمن يعملون لديها ويخدمونها وأن تتبرع بما يزيد عن ذلك. أصبحت شادية نهرا لأعمال الخير والعطاء الإنساني، فأصبحت عشرات البيوت تعيش على رواتب شهرية خصصتها للفقراء. كما هدمت فيلتها في الهرم وأقامت مكانها مجمعا خيريا يضم مسجدا ودار أيتام ودار تحفيظ قرآن، ومستوصفا خيريا، تبرعت بشقة في شارع جامعة الدول العربية لجمعية مصطفى محمود لإنشاء مركز لعلاج الأورام».
siege auto

ليست هناك تعليقات