أخر الأخبار

القيادي الاسلامي السابق عمار محمد آدم: مشروع الحركة الإسلامية فشل لافتقاده للوطنية ولاحقته العزلة الشعبية..

For your copy-and-pasting pleasure.


يجب الإبقاء على الإسلاميين حتى لا تحل الجماعات المتطرفة مكانهم

ادخال الحركة في الوطني مغامرة تعني إنها ستنتهي بنهاية النظام.

الترابي دفع ثمن أخطاءه لأختياره قيادات ضعيفة 

كشف القيادي الاسلامي السابق عمار محمد آدم عن معلومات مثيرة حول مستقبل الحركة الإسلامية على خلفية مؤتمر شورى الحركة الأخير وأكد عمار عن ثلاث مقترحات لمستقبل الحركة إما الحل، أو ادخال الحركة في المؤتمر الوطني لتصبح قلبه واساسه، أو تكوين جبهة قومية عريضة تضم الصوفيين والإسلاميين ، وكشف عن تفاصيل جديدة حدثت داخل الشورى وقال: ( المؤتمر بدأ بتوتر شديد وسط عضوية الشورى بسبب اشاعة حل الحركة الإسلامية وعضوية الحركة جاءت للمؤتمر وهي متحفزة, لكن الورقة التي قدمها الأمين العام السابق للحركة الإسلامية علي عثمان محمد طه استطاعت امتصاص التوتر، وطمأنت عضوية الشورى الكلمة التي ألقاها رئيس الجهمورية ورئيس الهيئة القيادية للحركة الإسلامية). 

حوار: سعاد الخضر

*كيف يتم النظر في مستقبل الحركة الإسلامية ؟
- تم تكوين لجنة من (٢٥) شخصا لإعداد ورقة لتطوير الحركة الإسلامية قدمها الأمين العام السابق للحركة الإسلامية علي عثمان محمد طه .

* وماذا عن مؤتمر الشورى الأخير للحركة ؟
- بدأ المؤتمر بتوتر شديد وسط عضوية الشورى لأن اشاعة حل الحركة الإسلامية أثرت على أجواء المؤتمر فجاء ت أعضاء الشورى للمؤتمر متحفزين ولكن طه استطاع من خلال ورقة تطوير الحركة إمتصاص هذه الأجواء ونحى رئيس الهيئة القيادية للحركة الإسلامية ورئيس الجمهورية المشير عمر البشير في ذات الإتجاه فأطمأنت قيادات الشورى بعد الكلمة التي ألقاها البشير

* وإلى ماذا خلص مؤتمر الشورى؟ 
- لم يخلص الى أي ( حاجة ) وتم تأجيل المؤتمر العام لمدة ست أشهر وليس لمدة عام كما ذكر (٦ أشهر وتعني السنة القادمة) وهذا هو التأجيل الثاني في أقل من عام .

* وماهي توقعاتك هل سيتجدد مسلسل تأجيل المؤتمر العام مرة أخرى ؟
- أتوقع أن يستمر مسلسل التأجيل وخلال ست أشهر ستجري مياه كثيرة تحت الجسر.

* وماهي أهم المقترحات التي تنظر فيها الحركة للبت في مصيرها ؟
- هناك ثلاث مقترحات حل الحركة أو أن يتم تكوين جبهة قومية تضم الصوفيين والإسلاميين أو أن يتم ادخال الحركة في المؤتمر الوطني لتصبح قلبه وأساسه.. 

* ماهو المقترح الأنسب بحسب قراءتك ؟
- في ظل الوضع الحالي التخلص من الإسلامين الآن صعب لكن يمكن الإبقاء عليهم كمجرد لافته وليس بفاعلية لأن التنظيم فقد صلاحياته والأفضل الابقاء على الإسلاميين حتى لا تحل الجماعات المتطرفة مكانهم ، على أن تتم إجراء مراجعات داخلية حتى يصبحوا شيئا يشبه السودان, وفكرة الجبهة العريضة أقرب للصواب حتى يذوب الجسم الصلب الخاص بالتنظيم في هذا الوعاء الكبير وليس من المصلحة مصادمتهم وإن كان من الأفضل تحييد عناصرهم الفاعلة والحركة الإسلامية جزءا من المشهد السياسي السوداني كبقية الأحزاب .

* وماذا عن سيناريو دمج الحركة داخل الوطني ؟
- هذه ستكون محاولات يائسة لتجميل مالم يكن لأن الوطني في نفسه (شيء ماحقيقي ) لأنه تنظيم أنشأته السلطة الشمولية فيهي عادة ماتلجأ لاعطاء نفسها الشرعيةبانشاء حزب سياسي وبزوال النظام سيتلاشى الوطني ولن يكون لديه قدرة على الاستمرار وادخال الحركة داخل الوطني مغامرة تعني أن الحركة تنتهي بنهاية النظام.

* يعني ذلك أنك لا تؤيد حل الحركة؟ 
- نعم لأن حلها سيؤدي الى أن تسد الفراغ الجماعات المتطرفة فمشاعر الاسلامين مازالت موجودة ، وهناك شيء خطير حدث فعلا لأن الأمين العام للحركة الإسلامية الزبير محمد الحسن قام بحل سكرتارية الحركة وربما لن يقوم بإعادة تشكيلها وهذا يعني أنه الآن ليس هناك قيادة جديدة للحركة وهذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها حل الحركة بعد إنقلاب 1989م ولكن عموما أي لجنة تطوير تعني الحل ، والحركة ليست مسجلة وليس لديها اي وجود قانوني وهناك سؤال مهم ماهي شروط الالتحاق بعضوية الحركة ؟ وهي عضوية وهمية ومؤتمرات الحركة تعتمد على الحشود فقط . 

* هناك من يرى أن التفكير في حل الحركة ضمن شروط رفع العقوبات ؟
- التخلص من الإخوان المسلمين مطلب سعودي إمارتي لكن مؤكد رفع العقوبات فيه بنود سرية 

* عمليا هل يمكن حل الحركة الإسلامية ؟
- لا يمكن حلها.. بالنسبة لكثيرين هي هوية أكثر من كونها تنظيم وأين ستذهب بهم، بحلها سيتم تحويلهم لقوة تدميرية الجهات التي تطالب بحل الاخوان عندهم كيانات ضعيفة تقيس عليهم الاخوان في السودان ومصر وفلسطين متجذرين.. حلهم ليس امرا بسيطا إلا عبر الاقتلاع وهذا له آثار كارثية . لأن التحفز الذي ظهر به عضوية الشورى في المؤتمر الاخير أثبت إن المسألة ليست سهلة. 

* إذا ما طبيعة العلاقة بين والإسلاميين والعسكر؟
- حقيقة الأمر مايحدث الآن أن هنالك تحالف بين العسكريين والمدنيين وطبيعة العسكر أقوى من التنظيمات الفكرية لأن الجيش علاقاته قوية ومؤسساته كبيرة ومهما يكون التنظيم قويا فالمؤسسة العسكرية أقوى منه وهناك من فقدوا مصالحهم.

* ولماذا فشل مشروع الحركة ؟
- لأنه كان يفتقد للوطنية ولم يكن مشروعا سودانيا لذلك لم يستطع رغم المجهود الكبير استقطاب دعم السودانيين وكان مشروعا معزولا ولاحقته العزلة باستمرار، ولا يشبه طريقة التدين السوداني, وفيه قدر كبير من التكلف والمظاهر وعدم المصداقية, ينطوي على المصالح في أغلبه وليس فيه تجرد لذلك لم يلمس السودانيين الصدق في الإسلاميين إلا على مستوى المجاهدين وكانت المفارقة كبيرة بينهم وبين القابضين على السلطة.

* الإسلاميين يدافعون عن تجربتهم بإنتشار المساجد والتدين؟
- أثر الإسلاميين بعكس ذلك، والسودانيون دقيقون في التصنيف و فرقوا بين الاسلام والإسلاميين ، وأصبح هناك الاسلام المظهري ، و ممارسات الإسلاميين جاءت برد فعل ( ماكويس ) لذلك كما تقول الآية ( كبر مقتا عند الله ان تقولوا مالا تفعلون ) صحيح ظهرت مظاهر الحجاب لكن هل الرزيلة في المجتمع قلت أم زادت ، ظهرت المساجد لكن هل الأمانة والصدق زادت؟؟ فالصلاة هدفها أن تنهي عن الفحشاء والمنكر ، وتجربة الإسلاميين جاءت بنتيجة عكسية ، تدين مظهري لا يتجاوز الشعارات، حتى الهتافات الدينية ارتبطت عند بعض الناس بالنفاق والكذب ، والاسلامين لم يقدموا قدوة بالعكس قدموا صورة عكسية تماما ، وظهر ت بعض الأفكار الإلحادية كرد فعل ، حتى عناصرهم المخلصين صُدموا من التجربة وصدرت عنهم رودود افعال عكس ما كانوا ينادون به نتيجة الصدمة.

* ما تقييمك لتجربة الإسلاميين قبل المفاصلة؟
- لا اريد أن أتحدث عن الأمين العام للمؤتمر الشعبي حسن الترابي لان الله توفاه.

* ولكن نحن نريد تقييم للتجربة في عهد الترابي؟
- الترابي دفع ثمن أخطاءه لأنه اختار قيادات بمواصفات معينة ضعاف.. و يستمدوا وجودهم منه وقام برعايتهم منذ وقت مبكر ولولاه لم يكونوا شيئاً.

* هناك من يرى نجاح تجربة الفترة الأولى من الانقاذ؟ 
- النظام بدأ منذ أيامه الأولى بخيانة, وكانت سمة للانقاذ عبر مراحلها ، الخيانة للأشخاص والتنظيم والمباديء ( ان الله لا يهدي كيد الخائنين ) لذلك لم يلزم تجربة الانقاذ التوفيق برغم انجازاتها الكثيرة لم تجذب قلوب الناس وبدأت معزولة ولم تجذب الا الانتهازيين والبسطاء لكن القوى الفاعلة في المجتمع لم تكن معها.

* وكيف استطاعت الانقاذ الاستمرار وهي معزولة شعبيا كما ذكرت؟ 
- كان الإسلاميين يعوضون افتقادهم للشرعية الشعبية بالحشود والعربات ودفع الأموال وهي شرعية زائفة فمجتمع الخرطوم الحقيقي لم يكن معهم والصوفي الحقيقي، وحتى المجتمع القبلي الا تزلفا لحماية مصالحهم وليس علاقة حقيقية ، وجود الانقاذ ليس لديه انتماء شعبي حقيقي وإنما بعض اصحاب المصالح حتى الجسد الحقيقي للاسلامين أصبحوا يتفلتوا منها رويدا رويدا .

* هناك من يرى أن المفاصلة بين الإسلاميين لم تكن حقيقية ؟
- من خلال قراءة الترابي للأحداث المحلية والعالمية أدرك أن الضربة ستأتيه فأبقى على الجسم الحي من التنظيم في السلطة وخرج بمجموعة لتأسيس الشعبي وكانت فكرته أن يكون الإسلاميين في السلطة والمعارضة, وحتى حرب دافور دفع بإتجاه ايجاد حركة اسلامية في دافور.

* هل يعني ذلك ان الانشقاق مفتعل ؟ 
- الانشقاق حقيقي لكن الترابي افتعله في ظرف تأريخي معين فضل أن تأتيه الضربة من مجموعته, من أن تأتيه من العسكر على غرار ( ان كنت مأكولا فكن أنت آكلي ) و الترابي كان يدرك طموحات العسكر وبعض المدنيين ففضل طموحات المدنيين وفضل أن تأتيه الضربة منهم لانه لديهم ماض مشترك ، وفي النهاية ثبت صحة تحليله حيث أنه لم تسال دماء بين الاسلامين وعاد الشعبي للحكومة عبر الحوار الوطني.

* ماهو سر تجاهل سياسات الإسلاميين لفك عزلتهم الشعبية ؟
- ظل الإسلاميين (يعصروا) الشعب بهدف بقائهم في السلطة وتحولوا من تمكين في السلطة الى الصراعات الفردية بينهم ولم يفكروا في الشعب أصلا لأنهم لا يحتاجون إليه ولا يشكل خطرا عليهم لأنهم كسروا مجاديفه وكل وسائله في التغيير وأهمها النقابات وقضوا عليها بشكل ممنهج وكذلك الرموز الوطنية تم اغتيال شخصياتهم و كان شعارهم تجاه الشعب (خوفوه واشغلوه) فيفتعلون قضايا لشغله.

* ولماذا أهمل الإسلاميين الشعب وهو يحتاج اليه للتصويت لهم في الإنتخابات ؟
- الاسلامين يعملون بنظرية الغاية تبرر الوسيلة لذلك كانوا يزورون الانتخابات تحت مسمى معالجات .

* ماهو تأثير الحركة الإسلامية على الواقع السياسي والاجتماعي؟
- ماحدث خلال ثلاثين عاما ترك آثار تتطابق مع آثار الحرب من دون استخدام السلاح فهو أقوى منه . واتمنى ان يستفيد الشعب السوداني من التجربة لفتح افاق جديدة كما حدث في ألمانيا التي خرجت من الحرب ، على الرغم من حالة اليأس الراهنة لكن هناك فرج كبير سيحدث (والفترة دي طلعت الحاجات الكعبة وتجمعت في خراج وعندما يتفتح الجسم يرتاح راحة كبيرة ). 

* كيف تنظر لإمكانية فك ارتباط الدولة والتنظيم الإسلامي؟
- حدث تماهي بين الدولة والتنظيم على مستويات معينة و فك الارتباط عملية ليست سهلة وأي تغيير لابد ان يستصحب ذلك ، واذا اردنا مثلا تغيير طاقم وزارة الخارجية الذي يتكون بأكمله من ( كيزان لايفقهون شيئا سيكون ذلك أمر صعبا ولابد ( نقنع القاعدين انهم على خطأ مثلا) والعقوبة المناسبة هي حرمان هؤلاء من وظائفهم.

* وكيف ترى امكانية تحقيق التغيير طالما ان فك الارتباط بين الدولة والتنظيم أمر في غاية الصعوبة ؟
- التغيير سيأتي عبر الهبوط الناعم وحدث تفكيك على مدى سنوات طويلة للنظام لكن لم يحدث انهاء له حدث اضعاف بفعل عوامل داخلية وخارجية أيضا .

الجريدة
siege auto

ليست هناك تعليقات