أخر الأخبار

الرئيسان ادريس دبى وعمر البشير يعودان الي المواجهة مرة اخري

For your copy-and-pasting pleasure.

- دفعت احداث ازمة الخليج مرة اخري و بقوة علي السطح ذلك الخلاف التناحري التقليدي المكتوم بين الرئيسين التشادي إدريس ديبي و السوداني عمر البشير في تعاريج حربهما الباردة التي استمرت في حالة كتمان منذ عقود حيث يضمر كل منهما في جوفه حقدا دفينا و يتحين الفرصة ليلدغ أخيه بسم الثعبان و كل منهما يعلم علم اليقين بان أسنان الليث البارزة تلك ليست بابتسامة.

- في رحلة صيف ازمة الخليج يزور كلاهما هذه الأيام عواصم الخليج (بما فيها الرياض عاصمة مملكة ال سعود) و كل يعرف نوايا الاخر. 

- هذا الحراك المحموم سوف تعقد من صورة بانوراما المشهد السياسي و ترفع من وتيرة تصعيدها في مقبل الايام. تتجلي قسمات هذا الصراع المكتوم علي النحو التالي:

1. دعم و الدعم المضاد للمعارضة: 
فيما تربط بين الرجلين اتفاقيات امنية تلزم كليهما بعدم دعم معارضة الطرف الاخر و هي اتفاقيات توجت بتكوين قوة عسكرية مشتركة من جيشي البلدين لمراقبة الحدود، و الزيارات شبه اليومية من قبل رؤساء اجهزتهما الامنية و لكن الامر ما زال يشوبه شئ من حتي و هناك وميض نار تحت رماده كما يقول المثل. فبينما أظهر الرئيس التشادي ادريس ديبي كل نواياه الحسنة و التزامه الصارم بعدم دعم المعارضة السودانية (الحركات المسلحة) فإن الطرف السوداني (عمر البشير) ظل يلعبها بذكاء يحسد عليه من جانب صديقه و غريمه اللدود إدريس ديبي. فالرئيس السوداني قد أوكل في الاونة الاخيرة أمر محاربة ديبي بالوكالة لدولة قطر، و فيها دأبت الحكومة القطرية علي دعم المعارضة التشادية تحت غطاء دعمها للجماعات الإسلامية المتشددة في ليبيا، و ذلك في مقابل وقوف النظام التشادى الي جانب الجنرال الليبي خليفة حفتر. المحصلة هنا هي ان الحكومة السودانية تقاتل النظام في تشاد عبر تكنيك الحرب بالوكالة ضاربة بعرض الحائط كل الاتفاقيات الأمنية المبرمة و الزيارات المكوكية المتبادلة و الابتسامات الصفراء الماكرة. هذا ما يحس به و يعيش عليه الرئيس التشادي. فهو يشعر بغضب مكتوم وبتشنج يجعله يعض (سرا) علي أصابعه باسنانه و يهز راسه ، ولم تعصمه حتى الان الراية البيضاء التى اخرجها يوما للبشير فى اجتماعهما قبل سنوات فى قاعة الصداقة بالخرطوم ، تلك الراية (المنديل ) التى اختلف المراقبون حول مضمونها حتى الان . 

- الان أصبحت الحالة أكثر نضوجا من اين وقت مضي و لكن ليس بالامكان البوح بها و لكن كتمان الغيظ ينجلي في تعابير قسمات وجه اي منهما. بالنسبة للرئيس ديبي يبدو انه قد فضل ان يعاني من غيظه و حنقه من الموقف السوداني-القطري الذي يشبه ما يمكن تسميته بالسر المعلن !!!

- طيلة فترة تعاملهما ظل الرئيس التشادي اكثر صدقا في التزاماته تجاه حكومة عمر البشير. فهو (اي ديبي) و علي خلاف ما كان ينتهجه الرئيس اليوغندي (يويري موسيفيني) الذي فهم عقلية الرئيس البشير و ظل يدعم الحركة الشعبية الجنوبية بلا كلل بهدف ترجيح كفة منازلته للبشير، فإن الرئيس التشادي قد انتهج أسلوب ارضاء البشير بأية أسلوب و بكل الطرق بما فيها مطاردة الحركات المسلحة الدارفورية و تعقبهم بما يشتهي له البشير فضلا الي مده له غصن الزيتون مرات و رفع لرايات (المناديل البيضاء) مرات اخري. لكن ظل عمر البشير لا يبالي و هو يعمل علي تقوية المعارضة التشادية (في مقدمتها قوات الدعم السريع) بدعم غير محدود (مالا و رجالا و عتادا و عدة) استعدادا لمنازلة ادريس ديبي في يوم هو يعرف ميقاته.

2. الاستقطاب و الانحياز للمحاور.
- في اتون معمعان الأزمة الخليجية قد أعلنت الحكومة التشادية بكل وضوح وقوفها مع الحلف السعودي (او حلف الحصار) و قد قطعت علاقاتها مع دولة قطر، فيما لجا الجانب السوداني الي حيلة اكثر مكرا (و لكنها لا تخلو من مخاطر) و هي التي سمتها بالحياد الايجابي (اي حالة مسك العصا من النص كما يقول السودانيون). 

3. هنا انتهز الرئيس التشادي الفرصة و شد رحاله إلى عواصم الدول الخليجية و هو الان يزور الإمارات فيما يعد غريمه البشير العدة لذات رحلة الصيف.
- في سياق هذه المسابقة المحمومة من الجدير بالزكر الإشارة إلى أنه بينما منع الرئيس السوداني من زيارة المملكة السعودية و المشاركة في القمة الاسلامية-العربية-الامريكية فإن الرئيس التشادي كان من المشاركين للقمة و قد وقف في طريقه في الخرطوم (ربما لطمانة البشير). بيد ان الغيرة و غياب الثقة قد دفعتا بالبشير ان يقوم هو ايضا بزيارة المملكة في رحلة العمرة ليكتشف ما كانت تخفيها رحلة ادريس ديبي من مؤامرات قد حبكت ضده مع أمراء الخليج.
السؤال هو: ما هو في جعبة الرئيس التشادي في زيارته اليوم الي الامارات المتحدة و ماذا بيده من خطط و بدائل ليسوقه علي الخلجان ؟؟. هذا سؤال يؤرق مضاجع البشير اكثر من اي شخص اخر و يزيد من الشكوك اتجاه غريمه و يبعد الشقة فيما بينهم و ربما قد يعجل علي كشف ما هو مكتوم. 
- يقول المراقبون و المتابعون للأحداث السياسية في البلدين ان الرئيس ديبي (في اغلب الظن) قد يطرح (او بالفعل قد طرح) نفسه بديلا للسودان في تزويد الحلف السعودي بالمقاتلين من قواته في حرب اليمن و ينقذ بها السعودية من الابتزاز التي ظلت تمارسها عليها الحكومة السودانية.

4. هنا ايضا تنشأ مشكلة ضد النظام التشادي. ففي هذه الحالة يمكن علي السودان و قطر ان تفكرا و يلجا الي خطة اخري عن طريق الالتفاف لطعن الرئيس ادريس من الظهر. قد يلجان الي سحب (مكون المعارضة التشادية) في القوة السودانية الموجودة في اليمن و التي تتشكل أغلبها من قوات الدعم السريع التي تنحدر معظم أفرادها من المعارضة التشادية بما فيها قائد هذه القوات محمد حمدان دقلو المشهور بحمديتي و الذي هو بن عم لوزير الدفاع التشادي الحالي) و دفعها فورا إلى غزو تشاد عبر الحدود السودانية او عبر ليبيا او من كلا الثغرتين في ان واحد!!!

5. في كل الاحوال تبدو ان السودان و تشاد (او إدريس و البشير) مقبلان الي وضع يدفعان بها الثمن.
- في الحالة السودانية فإن السعوديون سوف يقومون في غالب الاحوال علي صب جام غضبهم علي السودان انتقاما من تصرفها و يلوحون الى حلفاءهم الامريكان ان تغض الطرف كليا من فكرة رفع العقوبات عن السودان و ابقاءها في قائمة الارهاب. ربما يذهبون بعيدا و يدعمون المحكمة الجنائية الدولية ضد البشير كما حاولت قطر نفسها الي جرجرة الي جانبها. 
- اما تشاد فان أمرها لا تقل سوءا من الحالة السودانية. من المؤكد ان تدفع ثمن هجوم معارضتها المدعومة من قطر و السودان و هو احتمال ربما يؤدي الي إسقاط نظام إدريس ديبي او حدوث دراما اقرب الي محاولة المعارضة للهجوم علي القصر الرئاسي فى 2008.

- بكل الحسابات السياسية يتضح ان حسابات عمر البشير هي الأكثر دقة و ديمومة و ترجيحا و كان لسان حال البشير يقول لادريس ديبي: (أتينا بك و لنا من القدرة و الحيلة و المكر ان نتغدي بك عند اللزوم و سوف تكون مغفلا ان اعتقدت بغير ذلك)
- عموما دعنا نراقب تطورات الوضع .فالمرجل يغلي في كتمان و الايام حبلى بالمفاجئات.
بابكر صالح نضيف 
Babiker.snadaif@yahoo.com

الراكوبة
https://alragrag1.blogspot.com/
siege auto

ليست هناك تعليقات