أخر الأخبار

ضحايا الكوليرا في السودان

For your copy-and-pasting pleasure.
من مفارقات واقعنا السوداني الغريب أن تتناسى الحكومة السودانية تصريحات واليها بولاية النيل الأبيض يوم صاح المواطنون بانتشار وباء الكوليرا في ولايتهم حين قالإن المرض ابتلاء من الله مستخّفًا بعقول المواطنين متجاهلاً مسؤوليته الإنسانية والأخلاقية بحماية مواطنيه وتوفير مياهٍ صحية وبيئة نظيفة تقيهم من الأوبئة.
يتعدى الأمر ذلك ليصل إلى حد امتناعه عن إغلاق الولاية ريثما تتم السيطرة على الوباء, وهو ما أدى إلى انتشاره في جميع ولايات البلاد.
اليوم وقد أصيب المئات, ما يزال النظام يتكّتم على حقيقة انتشار الوباء, وبدلاً من  اتخاذ إجراءات حقيقية من شأنها وقف انتشار المرض, كتوفير مياه صحية للأهالي  والنازحين في المعسكرات التي يقبعون فيها منذ سنوات دون توفير أدنى حقوقهم التي تقتضيها إنسانيتهم قبل مواطنتهم؛ بدلاً عن ذلك فإن المعالجة التي استطاعت حكومتنا تقديمها لنا هي المبادرة بتشريد لاجئي جنوب السودان, الذين شّردتهم الحرب أصلاً.
تلك الحرب التي لم يعُد يخفى على أحد أن حكومتنا تذكي نيرانها بدعم أطرافٍ على حساب أخرى, وتسخير آلتها الإعلامية لبث الشائعات والأكاذيب التي من شأنها إثارة الفتن بين الجنوبيين.
حيث أن الوسيلة الوحيدة لإفشال الدولة الوليدة هو إثارة الفتن, وهو ما سيجعلها سعيدة وهي تفتخر بفشل مشروع السودان الجديد.
وبالعودة إلى الكوليرا, كان على حكومة الخرطوم أن تعي أن لاجئي الجنوب لم يأتوا من بلادهم وهم يحملون الوباء, وحتى الإصابات في صفوفهم إنما تعرضت  للإصابة أثناء تواجدها في السودان.
وإن كان من مستحّقٍ للعقاب فهم أولئك الذين فشلوا في احتواء المرض والقضاء عليه, ورفضوا حتى الاعتراف بفشلهم في منع انتشاره ليحصد عشرات الأرواح, وليس أولئك الذين تجّرعوا ويلات حربٍ وتشّرد ولجوء ومرض.
حكومة الخرطوم وهي تقوم بعملها اللا إنساني هذا لا تعي أن المواطنين في السودان لا يزالون ينظرون إلى إخوانهم الجنوبيين كجزءٍ منهم, فأواصر الإخاء والمحبة بل والمصاهرة ستظل تربط بين الكثيرين من أبناء الشمال وأبناء الجنوب.
وتتغاضى عن الوجود المزعج لأعداد متزايدة من اللاجئين من دولٍ أخرى تسبب وجودهم في ارتفاع نسب ظواهر سالبة على مجتمعنا كالتسّول والجريمة وتهريب المخدرات والبشر, بينما لم يكن الجنوبيون جزءًا من أيٍ من تلك الظواهر السيئة.
كان الأجدر بالحكومة الحريصة على سلامة شعبها أن تقوم بتنظيف الشوارع, وإعداد مصارف المياه استعدادًا لأمطار فصل الخريف, وأن تسمح للمتطوعين من الشباب بتوعية أبناء شعبهم بسبل السلامة من المرض بدلاً من انتهاز الفرصة لتنفيذ أجندتها العنصرية الحاقدة. 
خلود دفع الله الحسن
حريات
https://alragrag1.blogspot.com/
siege auto

ليست هناك تعليقات