أخر الأخبار

بعد تسع سنوات من غزو أم درمان .. ذكريات لن يمحوها السلام

For your copy-and-pasting pleasure.
يصادف اليوم العاشر من مايو الذكرى التاسعة لهجوم حركة العدل والمساواة بقيادة خليل إبراهيم على مدينة أم درمان في عملية تسمى الذراع الطويلة، هذا اليوم مازالت ذكراه بكامل تفاصيلها عالقة في أذهان سكان العاصمة وأم درمان خاصة ، فقد كان يوم السبت العاشر من مايو عام 2008 م حتى الساعة الثانية ظهرا يوماً عاديا في الخرطوم ،هادئا إذ أنه كان عطلة رسمية في كل البلاد بيد أنه تحول إلى النقيض تماماً عندما بدأت سيارات حركة العدل والمساواة تعبر شوارع أم درمان بحثا عن المؤسسات الحيوية للسيطرة عليها لقلب نظام الحكم في الخرطوم
تفاصيل الهجوم

عندما سيطر المتمردون التشاديون على القصر الرئاسي في انجمينا قبل أن تتدخل القوات الفرنسية لدحرهم ،اتهم إدريس دبي الحكومة السودانية بدعم المعارضة التشادية، وقرر أن يرد الصاع صاعين ، بدعم حركة العدل والمساواة وتمكينها من دخول ام درمان ،وقدم لهم دعماً عسكرياً متكاملاً وبعدها اجتمع خليل بقادة حركته في منطقة أبشي التشادية وأكد لهم أن الحركة
أصبحت قوه عسكرية ضاربة ،وقد آن الآوان لغزو الخرطوم نفسها . اعترض بعض أعضاء الحركة على الفكرة ولكن خليل تجاهل اعتراضاتهم .
وبعد الإجتماع تحركت قوات الحركة نحو الخرطوم بأربعة متحركات ، المتحرك الواحد يضم مابين 50الى 60 سيارة دفع رباعي ،كان الطابور الخامس للحركة داخل الخرطوم يمد الحركة بتحركات الجيش والأمن السودانى وذلك لتفاديها وعدم الاصطدام بها ،ونجحت خطتها الى أن وصلت ام درمان وهم يتخفون بفروع الأشجار ودخلت في اشتباكات مع الجيش السوداني الذي استطاع حسمها ،خاصة بعد تدخل سلاح المهندسين الذي حسمها حسماً كاملاً وتشتت افرادها وتسلل بعضهم الى داخل الأحياء وتمت مطاردتهم من قبل القوات النظامية وبمساعدة المواطنيين تم القبض عليهم وأسرهم ومحاكمتهم وعلى رأسهم عبد العزيز نور الأخ غير الشقيق لخليل إبراهيم قائد الحركة .
فشلت الحركة في أهدافها الرئيسة التي كشفت عنها المستندات التي كانت بحوزة المتسللين ،وتتمثل في الهجوم على بنك السودان ومحطات الكهرباء ومنطقة «جياد» الصناعية ومطار الخرطوم، والإذاعة والقصر الرئاسي والمطار الحربي في منطقة «وادي سيدنا» شمال أم درمان.
نهاية الحركة
من بعد معركة أم درمان تقطعت السبل بحركة العدل والمساواة ،ولم يعد بمقدور قادتها الميدانيين معانقة الأحلام والطموحات العالية بدخول الخرطوم أو أيَّة مدينة سودانية كبرى، ثم فقدت الداعم الرئيسي لها إدريس دبي بعد تصالحه مع الخرطوم والذي أصبح اكبر حليف لها ثم فقدت سنداُ آخر هو القائد معمر القذافي الذي أنهى الربيع العربي جبروته وأصطدمت بعد ذلك بعقبة مقتل قائدها خليل في خواتيم العام 2011م لتؤول القيادة لشقيقه جبريل إبراهيم الذي يعتبر قائداً سياسياً اكثر منه ميدانياً ،بعدها تلقت الهزائم من القوات السودانية خلال السبع سنوات الماضية مما جعل القيادات العسكرية في الخرطوم تحررلها شهادة (وفاة) وكانت قد تعرضت الحركة الى انشقاقات بسبب القبلية والعشارئية بين قياداتها ، جبريل اتجه بالحركة جنوبا واحتمى في أدغال الجنوب وتحالف مع الحركة الشعبية شمال وكونوا الجبهة الثورية وجرت مياه كثيرة تحت جسر ذلك التحالف الذي كان أساسه الخلاف .
تجربة فاشلة
المشهد الآن في السودان وفي المنطقة الإقليمية من حولة تغير تماماً ، ولم يعد كما كان في السابق ،ولم يعد التمرد في دارفور كما كان في السابق ،فقد أعلنت الحكومة نهايته تماماً وتشتت الحركات المسلحة على دول الجوار، وأصبحت تقاتل جنباً الى جمب مع قواتها ،المستشار العسكري اللواء يونس محمود وصف محاولة حركة العدل والمساواة لأم درمان بالتجربة الفاشلة وقال إنها عملية انتحارية للحركة ليس فيها رشد أو حكمة ، وأضاف أنها وجدت الدعم من بعض دول الجوار تشاد وليبيا ،وذلك عندما اتهم إدريس دبي السودان بدعم المعارضة التشادية ،وقرر رد الزيارة وعمل على إغراء الحركة للدخول للخرطوم واعد لها العدة ،وأضاف وكان من الغباء بمكان أن تفكر في الوصول لأم درمان والاستيلاء على الحكم ،ولكنها وصلت إلى حتفها ، ويمضي يونس بالقول ومن ذلك التاريخ لم تجد الحركة عافية الى الآن ، وتخلت عن أهدافها وأصبحت تخدم في أهداف الغير، وأكد يونس لم تعد الآن في دارفور أى حركات متمردة بل هناك قيادات متفرقة .
العودة للسلام
الآن يبدو أن حركة العدل قررت فصل تحركاتها من الحركة الشعبية ، التي انضوت معها تحت لواء الجبهة الثورية وأبدت حسن النوايا خلال لقاءها برئيس البعثة المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الافريقي في دارفور “ يونميد “ كنغسلي ممابولو مع حركة جيش تحرير السودان جناح مناوي ، وطرحتا رؤية بشأن المسائل الإجرائية لاستئناف المفاوضات مع الحكومة السودانية ،و أعلنتا وقف العدائيات من طرف واحد لمدة 6 أشهر أخرى ، تجديداً لما أعلن من وقف في اكتوبر الماضي ، كبادرة حسن نوايا تهييء الأجواء لمفاوضات مثمرة، ويذكر أن الحركة كانت قد وقعت مع نداء السودان على خارطة الطريق للانضمام للحوار الوطني .

تقرير: ثناء عابدين
صحيفة آخر لحظة
http://alragrag1.blogspot.com/
siege auto

ليست هناك تعليقات